قصــــة_وعبـــــرة
الحارث الهمداني وأمير المؤمنين عليه السلام:
عن الأصبغ بن نباته قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين (عليه السلام) في نفرٍ من الشيعة وكنتُ فيهم ، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضًا ، فأقبل عليه أمير المؤمنين
(عليه السلام) وكانت له منه منزلةً ،فقال:
كيف تجدك يا حارث ؟
فقال: نال الدهر يا أمير المؤمنين منّي ،
وزادني إواراً وغليلاً إختصام أصحابك ببابك ،
- قال (عليه السلام): وفيمَ خصومتهم ؟ - -
قال: فيكَ وفي الثلاثة من قبلك ،
فمن مفرّطٍ منهم غالٍ ، ومقتصدٍ قالٍ
ومن مترددٍ مرتاب لا يدري أيُقدم أم يُحجم !!
فقال (عليه السلام): حسبك يا أخا همدان ،
ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي..! الحديث..
إلى أن قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
وأُبشّرك يا حارث لَتعرفني عند الممات،
وعند الصراط ، وعند الحوض وعند المقاسمة ،
- قال الحارث: وما المقاسمة ؟
- قال (عليه السلام): مقاسمة النار ، أقاسمها قسمةً صحيحة أقولُ: هذا وليي فاتركيه وهذا عدوّي فخذيه ،
ثم أخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) بيد الحارث فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله (ص) بيدي فقال لي وقد شكوت إليه حسد قريش
والمنافقين لي:
إنّه إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحبل الله وبحجزته ، يعني عصمته من ذي العرش تعالى ، وأخذت أنت يا علي ّ بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذت شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله بنبيّه وما يصنع نبيّه بوصيّه ؟!
خذها إليك يا حارث قصيرة ً من طويلة:
أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت ، يقولها ثلاثًا.
فقام الحارث يجرّ رداءه ويقول:
ما أُبالي بعدها متى لقيت ُ الموت أو لقيَني.
قال جميل بن صالح: وأنشدني (أبو هاشم) السيد
الحميّري (رحمه الله) فيما تضمّنه هذا الخبر:
يا حارَ همدان من يمُت يَرَني
من مؤمن ٍأو منافقٍ قبلا
يعرفني طرْفُهُ وأعرفهُ
بعينه واسمه وما عمِلا
وأنت عند الصراط تعرفني
فلا تَخف عثرة ً ولا زَللا
أسقيكَ من باردٍ على ظمأ ٍ
تخالُهُ في الحلاوة ِعسلا
أقول للنار حين تُوقف للعرض
دعيهِ لا تقبلي الرجلا
دعيه لا تقربيه إنّ لهُ
حبلاً بحبلِ الوصيِّ مُتّصلا
سفينة البحار
ــــــــ❀•▣
▣•❀ـــــــــ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ